اسمها «زينب».. قصة معاقة اغتصبها جارها ورفض الاعتراف بطفلها
وسط
حواري إحدى القرى التابعة لمركز الإبراهيمية بمحافظة الشرقية، عاشت «زينب» الفتاة العشرينية
المعاقة ذهنيًا، حياتها غصبًا وكراهية لم تستمتع يومًا فيها أو تجد من يعاملها على
أنها إنسانة «من لحم ودم» سوى أهل بيتها، فوالدها فلاح أكل الدهر عليه وشرب، وأمها
ربة منزل لا حول لها ولا قوة، وإخوتها كلً في همه مشغول البال و«طافح الكوتة»، بينما
هي الوحيدة التي لم تدرك معاناتها تلك؛ كونها لا تعي كما يعي الأسوياء.
رغم
إعاقتها العقلية، إلا أن الفتاة لم تتوقف عن مد يد العون لكل من يطلب مساعدتها من كبار
البلدة، حتى اعتادت على الإتيان ببعض متطلبات جارتهم العجوز، والتي كانت تنفلت منها
عبارات الشكر روتينية للبنت: «شكرًا يا زوبة»، لتُعقب الأخيرة: «اسمها زينب يا ماما
الحاجة.. أنا اسمي زينب».
قضت
الفتاة سنواتها وسط حياة هادئة لا يملؤها أي صخب أو أمر مُبهج سوى الأفراح وليالي الحنة،
والتي كانت تنتظرها على أحر من الجمر وتعلم مواعيدها وعناوين أصحابها، حتى أنها كانت
تذهب قبل المعازيم، ولا تعود إلا ويدها في يد أحد جيرانها، والذي يكبر والدها بعدة
سنوات، يُعيدها إلى المنزل كلما دقت عقارب الساعة العاشرة وهي لم تعد إلى المنزل بعد.
استمرت
حياة «زينب» على هذا المنوال حتى تأخر «عم محمد» ذات ليلة عن موعد عودتها، وتأخرت البنت
في ليلة «حنة» جارتها على أطراف القرية حتى اقترب منتصف الليل وهم الجميع بالإنصراف،
ومن بين المُنصرفين طلت عيون «محمد» جارهم الذي بالكاد أكمل عامه السابع بعد الثلاثين،
ليجد ضالة شهوته في فتاة لا تعلم من الدنيا شيء، وراح يُمني النفس بُقربه منها عله
يُفرغ طاقات اختزلها بعدما فشلت زوجته في إزاحتها، ولما لا والضحية «غلبانة ومتعرفش
السما من العما».
إنسلَّ
محمد من بين الجموع حتى تلقف يد الفتاة يحاول إيهامها بخوفه عليها: «إيه اللي أخرك
لغاية دلوقتي يا زينب»، قبل أن تُعلن الأخيرة عن انبهارها كونه نطق اسمها بالطريقة
الصحيحية على حد علمها: «عم محمد مجاش ياخدني.. هو انت تعرفني»، ليؤكد الذئب البشري
بقناع الطيبة: «أنا محمد جاركم اللي في الشارع اللي وراكم.. تعالي أروحك».
وفي
الطريق لم يكُف الذئب عن مغازلة الضحية والإيقاع بها في شباكه، بعدما راح يكيل لها
عذب الكلام واللمسات التي لم تعرف مثلها يومًا، حتى خارت بين يديه ليصطحبها إلى أرض
زراعية كان المحصول والليل أستارها بعيدًا عن عيون أهل القرية، وهناك راح يُفرغ شهوته
في الفتاة ويعاشرها معاشرة الأزواج التي لم تعرف عنها شيئًا من قبل، ويتركها بعدما
نظفها وفرغ منها تعود إلى منزلها لا يظهر عليها شيء سوى تأخيرها، والذي بات مُبررًا
بعدما تأخر «عم محمد».
مرت
الليلة في هدوء، لكنها لم تكن الأخيرة للفتاة بين رُحى جارهم الذي راح ينهل منها كلما
واتته الفرصة، ولم يتركها إلا ونُطفته في رحمها تنتظر شهرين لترى النور في صورة «طفل
سفاح»؛ بعدما اكتشف أهل البنت أن بطنها كبرت دون شكوى منها أو استغاثة، وحينما ذهبوا
بها إلى طبيب المستشفى المركزي، كانت الطامة الكبرى: «زينب حامل في الشهر السابع».
العبارة
نزلت على أهل البنت كالصاعقة دويها لا يتوقف عن التردد في آذانهم، قبل أن يهدأ الجميع
بعدما تدخلت الأم ووعدت بالحصول منها على اسم من فض شرفها وتسبب في «الفضيحة»، وبعد
محاولات أشبه بمن يحاول استعطاف صغير، خرجت الحقيقة ببراءة على لسان زينب: «جارنا محمد
اللي عنده ولدين في الشارع اللي ورانا كان بيجيب لي حاجات حلوة ويقولي إنه مبسوط مني
علشان بسمع الكلام».
طار
الشرر من أعين الجميع، وحينما حاولوا استعطاف قلب جارهم، ثار عليهم: «اللي في بطنها
مش مني.. شوفوا بنتكم مين ضحك عليها»، فيما ذهب الأب «م.س» من فوره إلى مركز الشرطة،
وحرر بلاغًا يتهم فيه جاره «محمد» باستغلال أن ابنته معاقة ذهنية، ومعاشرتها معاشرة
الأزواج لأكثر من مرة، حتى حملت في شهرها السابع، مشيرًا إلى أنه رفض الاعتراف بالطفل.
انتشر
الخبر في لحظات إلى البيت المجاور لأسرة زينب، وهو منزل أحد كبار البلدة، والذي تدخل
لتهدئة الجميع وتبنى حل الأمر بما يحفظ للبنت حقها، حتى جمع كبار البلدة وعقد جلسة
عرفية، ذاق المُغتصب فيها من ويلات الضغط والإهانة حتى اعترف بفعلته، لتنتهي الجلسه
بإجباره على الزواج من «زينب»، مع توقيعه على قائمة منقولات بقيمة 150 ألف جنيهًا تحفظ
حقوقها وحقوق طفلها.
وبعدها
بعدة ساعات عاد والد الفتاة إلى النيابة العامة، يُنكر أقواله ويتراجع عن بلاغه، بعدما
اطمئن قلبه إلى أن طفل ابنته سيكون له أب يحفظ ما تبقى من شرف وحيدته، حتى وإن طلقها،
فهناك قائمة قادرة على حفظ الجزء الباقي من الحقيقة.

تعليقات
إرسال تعليق